الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكم هذه الألفاظ يكون بحسب معناها ومراد المتكلم بها، فإن أراد بها معنى صحيحا فهي صحيحة، وإن أراد بها معنى فاسدا فهي فاسدة! والألفاظ الثلاثة عدها الهروي في نهايات منازل السائرين كمقامات عالية من مقامات العبودية، ودرجات رفيعة من درجات السلوك إلى الله تعالى، وقد شرحها ابن القيم في المدارج وبيَّن فيها وجه الصواب، ورد منها موضع الخطأ، نحو ما ذكره في منزلة المعرفة، فقال: وقع في القرآن لفظ المعرفة ولفظ العلم، فلفظ المعرفة كقوله: مما عرفوا من الحق {المائدة: 83} وقوله: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم {البقرة: 146} وأما لفظ العلم فهو أوسع إطلاقا، كقوله: فاعلم أنه لا إله إلا الله {محمد: 19}... واختار سبحانه لنفسه اسم العلم وما تصرف منه... ومعلوم أن الاسم الذي اختاره الله لنفسه أكمل نوعه المشارك له في معناه، وإنما جاء لفظ المعرفة في القرآن في مؤمني أهل الكتاب خاصة... وهذه الطائفة ترجح المعرفة على العلم جدا، وكثير منهم لا يرفع بالعلم رأسا، ويعده قاطعا وحجابا دون المعرفة، وأهل الاستقامة منهم: أشد الناس وصية للمريدين بالعلم. اهـ.
ثم عقد فصلا للفرق بين العلم والمعرفة!.
والله أعلم.