الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن مسح الأذنين وتخليل الأصابع في الوضوء سنة، فتركهما لا يبطل الوضوء، واعلم كذلك أن الشك في العبادة بعد الفراغ من صحتها لا يؤثر، وانظر الفتوى رقم: 120064، فإن كنت تشك في كونك أخللت ببعض واجبات الوضوء أو الصلاة وقد فرغت من صلاتك فلا تلتفت إلى هذا الشك؛ إذ الأصل صحة صلاتك.
وأما الصلوات التي زدت فيها قعودا أو سجودا جاهلا فإنها صحيحة كذلك ولا تلزمك إعادتها؛ لأجل جهلك بالحكم، وانظر الفتوى رقم: 113308، والفتوى رقم: 61324، وبه تعلم أنه لا يلزمك إعادة شيء من الصلوات إلا ما تتيقن يقينا جازما أنك أخللت بركن فيه أو شرط من شروطه، كأن تتيقن أنك تركت غسل ما يجب غسله في الوضوء، أو تركت ما يجب الإتيان به في الصلاة كالطمأنينة الواجبة، ولبيان حد هذه الطمأنينة الواجبة انظر الفتوى رقم: 63567، وبهذا يتبين لك أن غالب ما تظنه يلزمك من الصلوات غير لازم لك في الحقيقة، فإذا تيقنت لزوم شيء من تلك الصلوات وأنك لم تأت به على وجهه ففي وجوب القضاء قولان بيناهما في الفتوى رقم: 125226، فإن أردت القضاء عملا بقول الجمهور فإنه مقدم على صلاة النوافل، وكيفية هذا القضاء مبينة في الفتوى رقم: 70806، وإن قلدت من يرى عدم لزوم القضاء فلا حرج عليك، وفي هذه الحال تصلي ما شئت من النوافل بلا حرج.
والله أعلم.