الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن مكارم الأخلاق وتمام إحسانك إلى زوجك أن تحسني إلى أهله وتتجاوزي عن هفواتهم، وإذا كانت أمّ زوجك قد آذتك فلك هجرها ثلاثة أيام، ولا يجوز لك هجرها فوق ذلك إلا إذا كان عليك ضرر في صلتها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه ، قال ابن عبد البر (رحمه الله): وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث؛ إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه، أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه.
ولا تلزمك طاعة أمّك في هجر أمّ زوجك أو غيرها، فإنّ الطاعة إنما تكون في المعروف، لكن بإمكانك أن تصلي أهل زوجك دون إعلام أمّك بذلك حتى لا تغضبيها.
ولا تترددي في المضي في ما بدا لك من المبادرة بزيارة جارتك زوجة أخي زوجك. واعلمي أنّ المجاملة بالكلام الطّيب والأفعال الجميلة ـ ولو كانت تكلفاً ـ تورث المودة وتذهب التباغض، قال الغزالي ـ رحمه الله ـ: بل المجاملة تكلّفا كانت أو طبعا تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلّل مرغوبها، وتعوّد القلوب التآلف والتحاب وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض. إحياء علوم الدين (4 / 349)
واعلمي أنّ العفو عن المسيء يزيد صاحبه عزاً وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: .. وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا.
كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:22}.
والله أعلم.