الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بموقعنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، والعمل على ما فيه خدمة دين الله تعالى ونشر دعوته.
ولا ريب في أنه ينبغي للمرأة في الدراسة الجامعية أن تسلك جانب التخصصات التي تتناسب معها من نحو الطب والتمريض والتربية والاقتصاد المنزلي ونحو ذلك، ومن الأهمية بمكان أن تتخصص المرأة في جانب النساء والتوليد، فهو أليق بالنساء، بل هو من فروض الكفايات في حقهن كما أسلفنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 48114. فننصحك بالبقاء في هذا التخصص.
وما ذكرت من أمر فحص الرجال قد لا يخلو منه أي تخصص. والمرأة إذا كانت هنالك حاجة أو ضرورة لدراستها الطب، واتقت الله ما استطاعت عند دراستها الطب أو ممارسته، فلا حرج عليها فيما قد تفعل من محظور اقتضته الضرورة أو الحاجة، فالضرورات تبيح المحظورات، والحاجة قد تنزل منزلة الضرورة كما بين ذلك الفقهاء، وعليها حينئذ عدم تجاوز قدر الضرورة أو الحاجة؛ لأن كلا منهما تقدر بقدرها، وانظري للمزيد الفتويين التاليتين: 62836 ـ 64960.
وأما رغبة أهلك في دراستك طب الأسنان، فإن أمكنك تحقيق رغبتهم برا بهم ـ ولا سيما الوالدان ـ فهو أمر حسن، وأما وجوب طاعتهم في ذلك من عدمه ففيه تفصيل؛ لأن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وإنما وضع الفقهاء لها قيودا بيناها في الفتوى رقم: 76303، والفتوى رقم: 123665.
وبخصوص الاختلاط في الدراسة نرجو أن تراجعي الفتوى رقم: 65147.
والله أعلم.