الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد:
من مات قبل البلوغ من أولاد المسلمين فإنه يجزم بدخوله الجنة لأنه لم يجر عليه القلم ، واختلف أهل العلم فيمن مات قبل البلوغ وآباؤهم كفار ، فمنهم من قال إنهم في الجنة واحتجوا بحديث سمرة أنه صلى الله عليه وسلم رأى مع إبراهيم عليه السلام أولاد المسلمين وأولاد المشركين ، والحديث في صحيح البخاري ، واحتجوا كذلك بما رواه أحمد عن حسناء عن عمها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والمولود في الجنة" ، ومنهم من قال: إنهم يمتحنون يوم القيامة، وإن أحاديث الامتحان أخص من الأحاديث التي استدل بها الفريق الأول ولاتنافيها، فمن علم الله تعالى منه أنه يطيع جعل روحه في البرزخ مع إبراهيم وأولاد المسلمين الذين ماتوا على الفطرة، ومن علم منه أنه لا يجيب فأمره إلى الله تعالى يوم القيامة ويكون في النار كما دلت على ذلك أحاديث الامتحان ومنها ما رواه البزار وأبو يعلى عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يؤتى بأربعة يوم القيامة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة والشيخ الفاني الهرم كلهم يتكلم بحجة" فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار ابرز، ويقول لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلاً من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، قال فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب أنى ندخلها ومنها كنا نفر؟ قال: ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً فقال: فيقول الله تعالى : أنتم لرسلي أشد تكذيباً ومعصية ، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار".
ومنهم من توقف فيهم، واعتمدوا على قوله صلى الله عليه وسلم : "الله أعلم بما كانوا عاملين" وهو في الصحيحين ، ومنهم من جعلهم من أهل الأعراف وهذا القول يرجع إلى من ذهب إلى أنهم في الجنة لأن الأعراف ليس دار قرار ومآل أهلها إلى الجنة.
ومنهم من قال : إنهم مع آبائهم في النار.
ومن قال إنهم في الجنة جعلهم مستقلين فيها ، ومنهم من جعلهم خدماً لأهلها.
هذا وينبغي لطلاب العلم أن يكلوا أمر من سبق أن مات من أولاد المشركين إلى الله تعالى، وينشطوا في السعي في هداية أبناء المسلمين والمشركين في هذا العصر، وأن يحبطوا أعمال الكفار الساعين في إخراج أبناء المسلمين المعاصرين من الإسلام، فليسعوا في إيجاد برامج إعلامية عبر القنوات والإنترنت تربي الصبيان على الإيمان ويدخلوها في بيوت العالم وينشطوا من أمكنه ودراسة العلم الشرعي من أهل الذكاء حتى يستفيد ويفيد في المستقبل.
هذا والله أعلى وأعلم .