الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحرص على اختيار الزوجة الصالحة والتأني في ذلك وعدم التعجل مطلوب بلا ريب، لأنّ الزواج عقد عمر يدوم الضرر فيه، لكن إذا كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام، فالواجب عليك المبادرة بالزواج، ولا يحل لك تأخيره مع القدرة عليه، قال البهوتي الحنبلي (رحمه الله) : وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا؛ لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ. شرح منتهى الإرادات - (2 / 622)
والمبادرة بالزواج لا تمنع من إحسان اختيار الزوجة والتثبت والاحتياط قبل العقد عليها، ومن أخذ بالأسباب المشروعة وتوكّل على الله، فهو حري أن يوفق بإذن الله.
وإلى أن يتيسر لك الزواج، فإنّ عليك أن تستعفّ، وليس طريق الاستعفاف بفعل الاستمناء المحرم، وإنما طريق الاستعفاف بكثرة الصوم مع حفظ السمع والبصر عن الحرام، مع الاعتصام بالله، والاستعانة به، والبعد عن مواطن الفتن، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وراجع الفتوى رقم: 23231.
وننبه إلى أنّ الدراسة في الجامعات والمدارس المختلطة باب عظيم من أبواب الفتن، كما أن الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، وراجع الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.