الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم، طاعة لله تعالى، قال الله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله. رواه البخاري ومسلم.
وسنته صلى الله عليه وسلم وحي من الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]، ومن أراد محبة الله تعالى فليتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى:قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31].
فجعل الله تعالى اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم دليلاً على صدق محبة الله، واتباعه عليه الصلاة والسلام يحصل باتباع سنته، وسنته تنقسم إلى سنة واجبة لا يجوز لمسلم مخالفتها وإن خالفها أثم، وهي ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقم دليل يصرف ذلك الأمر من الوجوب إلى الاستحباب، وذلك مثل إعفاء اللحية، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها، فقال كما في صحيح مسلم: أرخوا اللحى. ، وقال صلى الله عليه وسلم: أعفوا اللحى. ، وقال عليه والصلاة والسلام:أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين.
وإلى سنة مستحبة وهو ما أمر به على سبيل الاستحباب لوجود الصارف له أو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، مجرد فعل، ولم يؤكده بأمر، ولا هو مبين لواجب، وذلك مثل سنة قيام الليل، وسنة الضحى، وما شابه ذلك، وهذه ينبغي ألا يتهاون بها المسلم بل يدمن على العمل بها طلباً للأجر ورجاء في محبة الله تعالى، وراجع الفتوى: 2135 .
والله أعلم.