الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاصطلاح المحدثين لكلمة (المخضرم) يختلف معناه عما يذكره أهل اللغة في كتبهم لمعنى المخضرم، فاللغويون يعنون به من أدرك الجاهلية والإسلام بغض النظر عن كونه صحابيا أم لا، فقد جاء في تاج العروس من جواهر القاموس: (والمُخَضْرَم بِفَتْح الرَّاءِ: مَنْ لَمْ يَخْتَتِن. و) أَيْضا: (المَاضي نِصْفُ عُمْره فِي الجَاهِلِيَّة ونِصْفُه فِي الإسْلام، أَو مَنْ أَدْرَكَهُما، أَو شَاعِر) مُخَضْرم (أَدْرَكَهُمَا، كَلَبِيد). انتهى.
وأما المحدثون فيعنون به طائفة من التابعين أدركوا الجاهلية وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحبة لهم. فقد جاء في مقدمة ابن الصلاح: الْمُخَضْرَمُونَ مِنَ التَّابِعِينَ: هُمُ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الْجَاهِلِيَّةَ، وَحَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَأَسْلَمُوا، وَلَا صُحْبَةَ لَهُمْ، وَاحِدُهُمْ مُخَضْرَمٌ ـ بِفَتْحِ الرَّاءِ ـ كَأَنَّهُ خُضْرِمَ أَيْ قُطِعَ عَنْ نُظَرَائِهِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الصُّحْبَةَ وَغَيْرَهَا. انتهى.
وقال السيوطي في ألفيته: وَمِنْهُمُ الْمُخَضْرَمُونَ: مُدْرِكُ ... نُبُوَّةٍ وَمَا رَأَى مُشْتَرَكُ .
وقال الأثيوبي في شرحه: وحاصل المعنى: أن المخضرم هو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يصحبه هذا في مصطلح المحدثين، وأما من حيث اللغة فهو الذي عاش نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام سواء أدرك الصحابة أم لا؟ فبينهما عموم وخصوص من وجه، فحكيم بن حزام مخضرم في اللغة. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 40054.
والله أعلم.