الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت فلا حرج عليك في الامتناع عن الهجرة، وعصيان أمك في ذلك لا يعتبر عقوقا، فطاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، ولمعرفة ضابط طاعة الوالدين راجع الفتوى رقم: 76303، وفي ضابط عقوقهما راجع الفتوى رقم: 274027.
ولا حرج عليك بعدها في الانتقال للعيش مع أبيك، وإن كرهت أمك ذلك، فلا عبرة لاعتراضها إن لم يكن له ما يسوغه، ولا تعتبر قد قصرت في حقها حتى تكون مؤاخذا بعدم مسامحتها، ولا إثم عليك إن قدر أن حصل لها شيء من الضرر، ولم يكن بسبب تقصير منك، والذي يظهر أنها إنما أرادت الهجرة خوفا عليك، فإذا تمسكت بالبقاء فلعلها تعدل عن رأيها، ولكن نوصيك بالتلطف بها ومداراتها ومحاولة إقناعها في كل خطوة تريد أن تقدم عليها، هذا مع مناصحتها في الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والدعاء لها بالهداية.
والله أعلم.