حكم رفض الابن الهجرة مع أمه خوفا على دينه

24-11-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أنا طالب من العراق عمري سبعة عشر سنة، أبي وأمي منفصلان وأعيش مع أمي.
مشكلتي هي أنه لا يخفى على أحد تردي الوضع الأمني في العراق، وكنتيجة لهذا الأمر فأمي شعرت بالخوف، وقررت أنها ستهاجر عند نهاية العام الدراسي، ولكني لا أريد الهجرة، وهذا لأسباب عديدة، وهي أني سأهاجر إلى بلاد أجنبيه فيها من الفساد ما فيها، ولن أستطيع إقامة الدين، وأنا لا أعرف أين ستنتهي بي الهجرة، فقد أذهب لمنطقه لا تحتوي حتى على مسجد، وإضافة لهذا فإني سأذهب أنا وأمي وسأترك أبي وأقاربي وأصحابي في العراق، وسأنقطع عنهم؛ لأن أمي تريد الهجرة بلا رجعة، وليزداد الأمر سوءا فإن أمي من أصحاب الأهواء وكل من تعرفهم كذلك، فسيكون اختلاطي بناس ضعيفي أو معدومي العقيدة، فسأجبر على عزل نفسي، وإضافة إلى ذلك ما يظهر الآن من عداء للمسلمين عموما، فسؤالي هو: هل يحق لي الإصرار على عدم الهجرة؟ وإن أصرت هي على الهجرة، فهل يحق لي الذهاب للعيش مع أبي؟ مع العلم أني أخاف أن يصيبها مكروه إن عزمت على هذا الأمر؛ لأنها حساسة جدا وتكره أبي كرها شديدا، فقد لا تسامحني إن عزمت على هذا الشيء، أو يصيبها مكروه، فما هو حكمي؟ وماذا يجدر بي أن أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كان الواقع ما ذكرت فلا حرج عليك في الامتناع عن الهجرة، وعصيان أمك في ذلك لا يعتبر عقوقا، فطاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، ولمعرفة ضابط طاعة الوالدين راجع الفتوى رقم: 76303، وفي ضابط عقوقهما راجع الفتوى رقم: 274027.

ولا حرج عليك بعدها في الانتقال للعيش مع أبيك، وإن كرهت أمك ذلك، فلا عبرة لاعتراضها إن لم يكن له ما يسوغه، ولا تعتبر قد قصرت في حقها حتى تكون مؤاخذا بعدم مسامحتها، ولا إثم عليك إن قدر أن حصل لها شيء من الضرر، ولم يكن بسبب تقصير منك، والذي يظهر أنها إنما أرادت الهجرة خوفا عليك، فإذا تمسكت بالبقاء فلعلها تعدل عن رأيها، ولكن نوصيك بالتلطف بها ومداراتها ومحاولة إقناعها في كل خطوة تريد أن تقدم عليها، هذا مع مناصحتها في الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والدعاء لها بالهداية.

والله أعلم.

www.islamweb.net