الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء . رواه مسلم وغيره.
قال العلماء : معنى بدأ غريباً أنه بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر، ثم سيلحقه النقص والإخلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقِلة أيضاً كما بدأ . انتهى من كلام القاضي عياض ، والغربة التي تصيب أهل الإسلام من جهة قِلة من يقوم بهذا الدين، ويعين عليه، وإن كان أهله كثيراً، كما جاء في الحديث : وأنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل.
فكل من قام بالإسلام ونصره وفهمه كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في زمن قِلة من ينصره، ويقوم به، ويفهمه الفهم الصحيح كما فهمه سلف هذه الأمة، فهو من الغرباء، الذين انفردوا عن أهل زمانهم بهذه الصفة والموعودون بالأجر العظيم والثواب الجزيل : فطوبى للغرباء . أياَّ كانت جنسياتهم وأعراقهم ولغاتهم، أما بالنسبة لسؤالك الثاني فإن حديث : كل أشقر خبيث . حديث لا أصل له.
والله أعلم.