الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أنّ الزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائرالتي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب، وإذا وقع الزنا بالإكراه ولم تكن المرأة مطاوعةً زاد على شروط التوبة السابق ذكرها التحللّ من حقّ المرأة المكرهة، وراجع الفتوى رقم: 198321.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ومن أعظم ما يعينك على ذلك أن تبادر بالزواج فإنه أحصن لفرجك وأعون لك على العفة، لكن إذا كنت مقبلاً على الزواج من المرأة التي فجرت بها، فاعلم أنّ زواج الرجل بمن زنا بها غير جائز إلا بعد التوبة والاستبراء، وراجع الفتوى رقم: 11295.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 5450.
والله أعلم.