الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين النساء والرجال الأجانب في أماكن العمل باب عظيم من أبواب الفتنة، وسبب من أسباب الفساد، فالأصل أن يبتعد المسلم عن العمل في الأماكن التي فيها اختلاط بين الرجال والنساء، وإذا اضطر الرجل للعمل في مكان مختلط فعليه أن يجتنب أسباب الفتنة، ويحافظ على حدود الشرع في التعامل مع النساء، فمن ذلك: أن يكون كلامه مع النساء عند الحاجة وبقدرها، ولا يتوسع في الكلام لغير حاجة، وذلك لأنّ الكلام مع الأجنبية بغير حاجة ذريعة إلى الفساد، قال العلّامة الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية (وهو حنفي) قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة.
وعليه؛ فالصورة المذكورة في السؤال من تعامل هذا الرجل مع زميلات العمل، الظاهر: أنّ فيها توسعًا وتهاونًا في الكلام دون حاجة معتبرة، فعلى زوجته أن تنصحه برفق وحكمة، وتحذره من التهاون في التعامل مع الأجنبيات، وللفائدة تنظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 21582، 37294، 3672.
والله أعلم.