موقف الابن من دعاء أبيه عليه

10-12-2014 | إسلام ويب

السؤال:
هذا السؤال أقلقني منذ زمن، وهو: والدي حينما يحدثونه عني يقول: الله يقلعه. أو: الله يخسأه. أو: الله لا يوفقه... إلخ.
في يوم من الأيام وأنا راجع من الكلية أخذت غداء ودخلت لآكل، فدخل عندي والدي وقال: إن شاء الله سم في بطنك. فقررت أن أنتحر أو أتبرأ منه. تارة يقولها عبر المزاح، وتارة إذا كان غاضبا يدعو عليّ. فماذا أفعل؟
وشكرا لكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لوالدك أن يدعو عليك لا مازحًا ولا غير ذلك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أموالكم، ولا تدعوا على أولادكم؛ لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ. أخرجه مسلم. وانظر الفتوى رقم: 62351. وإذا دعا عليك أبوك ظالمًا لك لم يضرك دعاؤه عليك -إن شاء الله-، ولكن عليك أن تحسن إليه، وتبره، وألا تعقه مهما أساء إليك، وإذا فعلت هذا، وحرصت على بره، فإنك لا تتضرر بدعائه -كما ذكرنا-، وانظر الفتوى رقم: 195179. وناصحه وذكره بالله بلين ورفق مبينًا له عدم جواز ما يفعله، فإن انتهى فالحمد لله، وإلا فاصبر، ولا يكن منك إلا الإحسان لوالدك والبر به.

وأما الانتحار: فهو من أعظم الذنوب، وأكبر الموبقات، فليس لك أن تفكر فيه، ولا أن تقدم عليه بحال، وانظر الفتوى رقم: 256411، والفتوى رقم: 189705، وكذا ليس لك أن تتبرأ من والدك، ولكن تنصحه وتبين له حكم الشرع -كما ذكرنا-، فإن لم يستجب فاعتصم بالصبر إلى أن يفرج الله كربك.

والله أعلم.

www.islamweb.net