الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى مظاهرة الكفار كناقض من نواقض الإيمان، ذكره الشيخ الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف في بحثه (نواقض الإيمان القولية والعملية ص 381) فقال: أما مظاهرة الكفار على المسلمين، فالمقصود بها أن يكون أولئك أنصاراً وظهوراً وأعواناً للكفار ضد المسلمين، فينضمون إليهم، ويذبون عنهم بالمال والسنان والبيان، فهذا كفر يناقض الإيمان، وهذا ما يسميه بعض العلماء بـ " التولي " ويجعلونه أخص من عموم الموالاة كما هو عند بعض أئمة الدعوة السلفية في نجد، مع أن جمهوراً من المفسرين يفسرون التولي بالموالاة... وإذا كان التولي بمعنى الموالاة، فكما أن موالاة الكفار ذات شعب متفاوتة، منها ما يخرج من الملة كالموالاة المطلقة لهم، ومنها ما دون ذلك... فإن تولي الكفار مثل موالاتهم، فهناك التولي المطلق التام الذي يناقض الإيمان بالكلية، وهناك مراتب دون ذلك. اهـ.
وفي ذلك إشارة إلى التفصيل في حكم هذه المظاهرة، وهذا يكون بحسب الحامل عليها، فمن أعانهم محبة لهم، ورغبة في ظهورهم على المسلمين، فهذه الإعانة كفر مخرج من الملة، وأما من حمله على ذلك مصلحة شخصية، أو خوف، أو عداوة دنيوية بينه وبين من يقاتله الكفار من المسلمين، فهذه الإعانة محرمة، وكبيرة من كبائر الذنوب، ولكنها ليست من الكفر المخرج من الملة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 268657. ويدخل في ذلك ما عبر عنه السائل بالغرض الدنيوي، فلا يكون صاحبه كافرا كفرا مخرجا من الملة.
والله أعلم.