كيفية تعامل الابن مع أبيه إذا كان سريع الغضب ويسيء إلى إخوانه

27-12-2014 | إسلام ويب

السؤال:
جزاكم الله خيرا على مجهودكم.
أبي سريع الغضب ولأتفه الأسباب يمكن أن يتكلم بأعلى صوته سواء مع أبنائه أو مع أمي، ويسمع الحي، قبل فترة منع أختي وهي بثالث جامعة من إكمال دراستها لا لسبب إلا لإرضاء عمتي وزوجها، فدخلت أختي في حالة ما يشبه الصمت، فأصبح يصر عليها لتتكلم حتى دخلت في نوبة بكاء حاد وتشنج، فنقلناها للمستشفى، فتعافت -والحمد لله- ولكن أصبحت نادرا ما تتكلم أو تأكل أو تشرب، وأصيب بعدها توأمها باضطراب وجداني! فطلبتُ من أقرب صديقين له أن يكلماه، فقالا: سنتحدث معه ولكن تلميحا. فلم يتغير شيء، واستمر يضغط عليها بالرسائل، فاتصلتُ عليه وطلبتُ منه ألا يؤذيها، فقال لي: حتى إذا ماتت هي أو متم كلكم ما يفرق معي! بعدها قلت له: هذا آخر ما عندك، شكرا ما هذا كان عشمي. فغضب وأصبح لا يرد على اتصالاتي.
هذه الأيام قدم من الخارج ومستمر على طريقته. فهل أسكت عنه وأتركه يفعل ما يريد؟ علما أني إذا تكلمت يعتبرني عاقا ومخالفا، وإذا سكت يعتبر نفسه على حق. أما أصدقاؤه فضعاف الشخصية لا يواجهونه، وأعتقد أن هذا ما جعله لا يقبل أي رأي آخر.
أفيدوني، وادعوا الله أن يفرج عنا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن حق الوالدين –كما هو معلوم- عظيم عند الله تعالى، فقد قرن الباري -جل وعلا- الأمر بعبادته وحده لا شريك له بالإحسان إليهما، فقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: 36} وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {الإسراء:23}، وقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.
فعليك -أيها السائل الكريم- أن تبتعد عن كل ما قد يسبب غضب أبيك من نقاش، وإياك أن تجادله وتخاصمه وترفع صوتك عليه، فذلك لا يجوز، وإنما ينصح ويذكر بأسلوب هين لين، وحاول قدر استطاعتك أن تكون بارًّا به، هينًا معه، لين الجانب في معاملته، فإن فعلت ذلك وابتعدت عن ما يثيره فلا يضرك شيء، ولا تكون بذلك عاقًّا له؛ فإن من الآباء من يغضب من غير سبب، فأحسن أنت من جانبك، ومتى ما رأيت أن النصح معه لا يفيد فالتزم الصمت، واستعن عليه ببعض العلماء والفضلاء ممن ترجو أن يكون له تأثير عليه.
والله نسأل أن يوفقك لما يرضيه عنك، وأن يصلح حاله ويهدي قلبه، ويشرح صدره.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 182729، 251086.
 

والله أعلم.

www.islamweb.net