الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أنّ عليك طاعة أبيك في البقاء معه وأنّ تركه وحده على هذه الحال نوع من العقوق، ما لم يكن عليك ضرر محقق في البقاء معه، أما مجرد استيحاشك من المكان الذي فيه بيته، فليس ضرراً يبيح لك ترك أبيك وحده وهو يتأذى من ذلك، فالمشقة المحتملة لا تمنع وجوب طاعة الوالد في المعروف، قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ وَإِلَّا فَلَا. الفتاوى الكبرى - (5 / 381).
واعلم أنّ طاعة الوالد في المعروف من أسباب التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة، فعن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه الترمذي وابن ماجه .
والله أعلم.