الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمكان جهنم مختلف فيه بين أهل العلم، وأقرب الأقوال فيها قول من قال إنها في الأرض، وهو ما ذكرنا أدلته في الفتوى رقم: 55437.
وقد رجحه السفاريني في لوامع الأنوار حيث قال: والحاصل أن الجنة فوق السماء السابعة, وسقفها العرش، وأن النار في الأرض السابعة على الصحيح المعتمد، وبالله التوفيق. انتهى.
وكذلك رجح هذا القول الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ولا وجه لما ذكرته من إشكال في كون الصراط منصوبا على جهنم وأنه قنطرة بين الجنة والنار لبعد ما بينهما، وذلك أن أمور الغيب لا تقاس بأمور الشهادة، وأمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا، وكذلك فإن العقل لا يمنع أن يكون الصراط قنطرة بين الجنة التي في السماء وبين النار التي في الأرض ويؤكده علمنا أن الله على كل شيء قدير، وكذلك، فما جاء في صفة الصراط من كونه مثل حد الموسى أو حد السيف أعجب وأغرب مما استشكلته، ففي حديث سلمان ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة: من تجيز على هذا؟ فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
وجاء في حديث ابن مسعود الطويل الذي فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: والصراط كحد السيف، دحض مزلة. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
والله أعلم.