الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أداء مؤخر الصداق لمطلقتك فوراً إذا طالبتك به مادمت قادراً على الأداء، ولا حقّ لك في تأخير الأداء في هذه الحال بحجة دفع مهر الزوجة الجديدة أو غير ذلك من غير الضروريات، لكن إذا كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام إذا أخرت الزواج، ولم تكن تملك ما يكفي لأداء الدين ودفع المهر، فيجوز لك حينئذ تقديم نفقات الزواج على أداء الدين، لكون الزواج في هذه الحال من الحاجات الأصلية، قال ابن قدامة رحمه الله: لأن قضاء الدين إنما يجب في الفاضل من قوته، وهذا لا يفضل عنها، ولأن الله تعالى أمر بإنظار المعسر، بقوله سبحانه: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة {البقرة: 280}.
والله أعلم.