الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلمة العار تستعمل في كل شيء يلزم منه عيب أو سبّ، كما ذكر ذلك الفيومي في المصباح المنير، وإطلاق مثل هذه الكلمات (العار والعيب والسب) يختلف حكمه من حال إلى حال ومن شخص إلى شخص، فقد يقبح إطلاقها في موضع دون آخر، وعلى شخص دون غيره، فمثلا قد يكون من العار جهل العالم ببعض مسائل العلم المشتهرة، ولا يكون ذلك الجهل عارا على العامي.
فالضابط المذكور في جواز إطلاق هذه الكلمة غير دقيق، لما سبق من أن إطلاق مثل هذه الكلمات يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وكذلك قد يطلقها بعضهم ويريد بها المبالغة في إنكار شيء أو الحث على ضده، كما قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: إن فضل الفعال على الكلام مكرمة، وإن فضل الكلام على الفعال عار. رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى.
وإذا لم يكن الشيء عاراً ووصفه إنسان بأنه عار فقد أخطأ في ذلك وعاب ما لا يعاب.
والله أعلم.