الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :
فلا شك أن ما ذكرته عن والدتك خطأ منها، ولكن هذا لا يبرر عقوقها، وإسقاط حقها في البر، فحق الوالدين عظيم، وهما أولى الناس بأن يتجاوز الإنسان عن خطئهما، ويصبر على أذاهما. فالذي نوصي به أختنا السائلة هو الصبر على ما تلقاه من أذية أمها وشدتها ، وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في كيفية التعامل مع الوالدة التي تسيء معاملة أولادها. وبالنظر إلى تلك الفتاوى تعلم السائلة المطلوب منها في كيفية التعامل مع أمها ، فانظري على سبيل المثال الفتوى رقم: 246127 عن الأم التي تعامل أبناءها بجفاء ، والفتوى رقم: 268468 عن الأم الظالمة التي تضطهد ابنتها ، والفتوى رقم: 236419 عن الأم التي تكره ابنتها وتسيء إليها ، والفتوى رقم: 204184 عن فتاة أمها تكرهها وتلعنها ومتسلطة ، والفتوى رقم: 252049 عن حكم بر الوالدة ظاهريا مع عدم صفاء القلب لها لظلمها ، والفتوى رقم: 104477 في وجوب الصبر على أذى الأم ، والفتوى رقم: 109479 عن حكم كره الوالدة لتصرفاتها المشينة ، والفتوى رقم: 43958 عن دفع إساءة الوالدة بالإحسان وأنه يورث المحبة، والفتوى رقم: 22134 عن تقصير الوالدة ومعاصيها وأنه لا يبيح هجرها . ومجرد بغض الوالدة لأسلوبها السيء ، دون إظهار ذلك ولو بعبوس الوجه ، لا يترتب عليه إثم.
والله تعالى أعلم.