الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصحك أولا بالدعاء لأمك أن يصلح الله حالها، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والرب تبارك وتعالى وعد بإجابة الداعي فقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 119608.
واعلم أن الإنكار على الأم إن وقع على الوجه المشروع لا يقتضي عقوقا، فابذل النصح لأمك بالحسنى، وبين لها خطورة مثل هذا التصرف منها، وأن القصاص يوم القيامة بالحسنات، واستعن ببعض النصوص التي أوردناها في الفتوى رقم: 22000. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 9647، والفتوى رقم: 134356.
وإن لم تنته عن سب أهل زوجتك، فليس أقل من أن لا يحصل منها ذلك أمام زوجتك؛ فتؤذيها بسب أهلها. وإن كانت بك حاجة لأن تستعين عليها ببعض المقربين منها ممن ترجو أن تقبل قولهم فافعل.
وإذا استمرت أمك على ما هي عليه، فاعمل على حماية زوجتك من إيذاء أمك لها، فمن حق زوجتك أن لا تسكن مع أمك في مسكن واحد، فلها أن تستقل بسكنها الذي تأمن فيه على نفسها، ويزول عنها فيه الحرج.
وانظر الفتوى رقم: 66191.
والله أعلم.