الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك ، وأن يزيدك هدى وصلاحا ، ونوصيك بالصبر ، فإن عاقبة الصبر الظفر بإذن الله ، فجاهدي نفسك في الإحسان إلى والديك ، فحقهما عظيم ، فإن الله عز وجل قد قرن بين عبادته والإحسان للوالدين كما قال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}، وحق الوالدين من البر والإحسان لا يسقط بتقصيرهم في حق أبناءهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. أخرجه البخاري، وأعظم الرحم حقا الوالدان.
واعلمي أن بر الوالدين والإحسان إليهما مع جفائهما لك أعظم أجرا ، فهي أشق على النفس .
ونوصيك بالدعاء أن يشرح الله صدر والديك للرفق بك والإحسان إليك ، واحرصي على التغافل والتغاضي عما يبدر منهما تجاهك .
وبخصوص قضية الزواج : فلا ريب أنه لا يجوز شرعا عضل الفتاة، ورد الخاطب الكفء الذي ترضاه دون مسوغ شرعي ، وهذا من الظلم المبين . وانظري في هذا الفتوى رقم : 147289 .
وينبغي لك أن تشرحي لوالديك بلطف وحنو رغبتك في الزواج ، ولتدعي الله جل وعلا قبل ذلك أن ييسر لك الزوج الصالح الذي تسعدين به .
وراجعي للفائدة الفتوى رقم : 272875 .
والله أعلم.