الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستشفاء بالأدوية الشرعية المتمثلة في الدعاء والقرآن والاستغفار، والترغيب في حال الطائعين والتائبين، والترهيب من حال العاصين والمعرضين هو أفضل أنواع الاستشفاء على الإطلاق، ولكن لبعدك عن الله وعن صراطه المستقيم تطلب الشفاء في غير هذه الأدوية الشرعية، وذلك حال المذنب يطرق الباب هُنية، فإذا لم يفتح له من أول طرقة أدبر معرضا، فلا يزال الشيطان يزين لك أن الشفاء في غيرها من الأدوية التي غايتها أن تكون مباحة قد جرب الناس نفعها. فإياك وترك هذه الأدوية الشرعية، فإنها علامة الخسران والخذلان، وداوم على طرق الباب فسيفتح لك ـ بإذن الله ـ وكن كحال القائل:
يَا من يرى مَا فِي الضَّمِير وَيسمع * أَنْت المعدّ لكلّ مَا يتوقّع
يَا من يرجّى للشّدائد كلهَا * يَا من إِلَيْهِ المشتكى والمفزع
يَا من خَزَائِن رزقه فِي قَول كن * امْنُنْ فانّ الْخَيْر عنْدك أجمع
مَا لي سوى قرعى لبابك حِيلَة * فلئن رددت فأيّ بَاب أَقرع
مَا لي سوى فقري إِلَيْك وَسِيلَة * وبالافتقار إِلَيْك فقري أدفَع
من ذَا الّذي أَدْعُو وأهتف باسمه * إِن كَانَ فضلك عَن فقيرك يمْنَع
حاشا لمجدك أَن تقنّط عَاصِيا * الْفضل أجزل والمواهب أوسع.
وقد ذكرنا في فتاوى عديدة سبل العلاج وكيفية التخلص من هذه الميول الشاذة عن الفطرة، منها الفتاوى التالية أرقامها: 57110، 7413، 122027، 138421، فراجعها.
وننصحك بمراسلة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الاستشارات النفسية التالية أرقامها: 2156647، 248204، 2221074.
والله أعلم.