الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج من الرزق بلا ريب، فالله عز وجل هو الذي يملكه لا أحد غيره، وما من أحد إلا وسيأتيه ما كتب له منه، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ {هود:6}.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم في الحلية, وصححه الألباني.
فلن تستطيع هذه المرأة أن تحول بينك وبين الزواج إلا أن يشاء الله، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، فتوكلي عليه وتضرعي إليه، قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
وقال: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {المائدة:23}.
والمسلم مطالب بأن يبذل الأسباب، كالدعاء، وأن تعرض المرأة نفسها على من ترغب في الزواج منه بكل أدب وحشمة فلا بأس بذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 18430.
ولكن في نهاية المطاف لا يكون إلا ما يريده الله تعالى، وهنالك دعاء قد ورد في السنة النبوية في حق من خاف أحدا من الناس، ففي مسند أحمد وسنن أبي داود من رواية عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
وينبغي أن تنصح هذه المرأة في كل ما يطلع عليه منها من شرور وسعي في الإضرار بالناس، ففي صحيح مسلم عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة.
وكلما كانت النصيحة بأسلوب طيب كانت أرجى لتحقيق ثمرتها، وراجعي الفتوى رقم: 28313.
والله أعلم.