الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولا إلى أن الذكر المذكور، وغيره من أذكار النوم، قد وردت السنة بتقييده بنوم الليل، فقد جاء في الصحيحين عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر رجلا إذا أخذ مضجعه من الليل أن يقول: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك... الحديث، وفي حديث معاذ: أخذتما مضجعكما من الليل.
وفي رواية عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: يا فلان؛ إذا أويت إلى فراشك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك. إلى قوله: أرسلت. وقال: فإن مت من ليلتك، مت على الفطرة، وإن أصبحت، أصبت خيرا.
وفي الصحيحين عن علي: أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق، فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال: على مكانكما، فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدمه على بطني فقال: «ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم». وفي صحيح مسلم وفي حديث معاذ: «أخذتما مضجعكما من الليل».
كما ينبغي العلم أن الوضوء للنوم ليس بواجب، وإنما هو مستحب، وإذا كان الشخص على وضوء، فإن ذلك يكفيه؛ لأن المقصود -كما قال العلماء- أن ينام على طهارة.
قال النووي رحمه الله تعالى: فإن كان متوضئاً، كفاه ذلك الوضوء؛ لأن المقصود النوم على طهارة...."
وانظر الفتوى رقم: 75462.
والله أعلم.