الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسواء تناولت الطعام أو تصدقت به -كما ذكرت-، فيجب عليك لصاحبه قيمته، ولا يكفي التصدق بالمبلغ عنه.
لكن إن خشيت الفضيحة والوقوع في الحرج، فيمكن أن توصلي المبلغ إليه بطريقة غير مباشرة؛ يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: فإذا سرقت من شخص أو من جهة ما سرقة، فإن الواجب عليك أن تتصل بمن سرقت منه، وتبلغه وتقول: إن عندي لكم كذا وكذا. ثم يصل الاصطلاح بينكما على ما تصطلحان عليه، لكن قد يرى الإنسان أن هذا أمر شاق عليه، وأنه لا يمكن أن يذهب -مثلًا- إلى شخص ويقول: أنا سرقت منك كذا وكذا، وأخذت منك كذا وكذا. ففي هذه الحال يمكن أن توصل إليه هذه الدراهم -مثلًا- عن طريق آخر غير مباشر؛ مثل: أن يعطيها رفيقًا لهذا الشخص وصديقًا له، ويقول: هذه لفلان. ويحكى له قصته، ويقول: أنا الآن تبت إلى الله -عز وجل-، فأرجو أن توصلها إليه.. وإذا فعل ذلك فإن الله يقول: ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا -فييسر الأمر.. اهـ.
فلتبحث -إذن- عن طريقة مناسبة توصل بها الحق إلى صاحبه، مع الاجتهاد في تقدير قيمة الطعام، والاحتياط في ذلك إبراء لذمتك، ولتستعن بالله ولا تعجز.
والله أعلم.