الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله على عافيتك من العادة السرية؛ فهي محرمة، وقد بينا تحريمها، وسبيل الخلاص منها بالفتوى رقم: 7170، فراجعها؛ ففيها ما ينفعك -إن شاء الله-.
وننبهك إلى أن الواجب: التوبة من المحرم، ولو لم يضرك في نفسك، فأخلص التوبة لله.
قال ابن القيم في مدارج السالكين: وأما اتهام التوبة: فلأنها حق عليه، لا يتيقن أنه أدى هذا الحق على الوجه المطلوب منه، الذي ينبغي له أن يؤديه عليه، فيخاف أنه ما وفّاها حقها، وأنها لم تقبل منه، وأنه لم يبذل جهده في صحتها، وأنها توبة علة وهو لا يشعر بها؛ كتوبة أرباب الحوائج والإفلاس، والمحافظين على حاجاتهم ومنازلهم بين الناس، أو أنه تاب محافظة على حاله، فتاب للحال لا خوفًا من ذي الجلال، أو أنه تاب طلبًا للراحة من الكدّ في تحصيل الذنب، أو اتقاء ما يخافه على عرضه وماله ومنصبه، أو لضعف داعي المعصية في قلبه، وخمود نار شهوته، أو لمنافاة المعصية لما يطلبه من العلم والرزق، ونحو ذلك من العلل التي تقدح في كون التوبة خوفًا من الله، وتعظيمًا له ولحرماته، وإجلالًا له، وخشية من سقوط المنزلة عنده، وعن البعد والطرد عنه، والحجاب عن رؤية وجهه في الدار الآخرة، فهذه التوبة لون، وتوبة أصحاب العلل لون.
ومن اتهام التوبة أيضًا: ضعف العزيمة، والتفات القلب إلى الذنب الفينة بعد الفينة، وتذكر حلاوة مواقعته، فربما تنفس، وربما هاج هائجه. انتهى.
وأما الأحلام التي تراها: فقد بينا ما يلزمك تجاهها بالفتوى رقم: 280984.
ولا يمكن أن يكون ما تراه توجيها شرعيًا لفعل العادة! فالرؤيا لا تنبني عليها الأحكام الشرعية، وانظر الفتوى رقم: 67482.
ثم إن الرؤيا قد يكون تفسيرها بخلاف ظاهرها، وانظر الفتوى رقم: 69803.
فلا تمارس العادة، ولو مرة، بل احمد الله على العافية، وحذار أن تعود إليها بعد أن أنجاك الله منها.
والله أعلم.