الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نعلم في الشرع ما يدل على أن هذا الدعاء يسبب أخذ المظلوم من حسنات المسيء، ولكن الشرع رغب من أسيء إليه أن يصفح ويعفو عمن ظلمه وأساء إليه، ويقابل إساءته بالاحسان، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 114087.
وإن لم يقتص المظلوم من ظالمه في الدنيا، ولم يعف عنه، فإنه يُقتَص له منه في الآخرة، فيأخذ من حسناته إن كانت للظالم حسنات، وإلا فإنه يؤخذ من سيئات المظلوم، فيطرح على الظالم كما في صحيح البخاري: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار. أخرجه مسلم.
وراجع الفتوى رقم: 54580.
والله أعلم.