الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواقع المشاهد في دراسة الخوارق المذكورة في السؤال ونحوها؛ أنها دراسات قائمة على نظريات مجردة، ودعاوى تفتقر إلى دليل إثبات صحتها، فلا تعدو أن تكون تخرصًا وتخمينًا، ومن ثم فلا تعد علمًا محمودًا، وإنما هي من باب اتباع الظن والرجم بالغيب. وقد نهانا الله عن ذلك، فقال سبحانه: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}، وقال تعالى: إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ {يونس:36}.
وقد سئل الدكتور/ وهبة الزحيلي عن علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام، وذكر السائل من جملة ذلك: ... الخروج الأثيري عن الجسد " out of body experience " تحريك الأشياء بالنظر " ....
فكان الجواب: هذه وسائل وهمية، وإن ترتب عليها -أحيانًا- بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها -سواء بالخيال أو الفعل- فإن مصدر العلم الغيبي هو الله وحده، ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف، والكاهن، ونحوهما. اهـ.
وبخصوص التصديق بالخوارق: فإن وقوع خوارق العادات جائز عقلًا وشرعًا. وانظر الفتوى رقم: 52968.
ومن الخوارق: تلك الظواهر المذكورة في السؤال، إن ثبت وقوعها.
والله أعلم.