الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق إلى كل خير، وجزاك الله خيرا على حرصك على أن يكون الزواج إسلاميا وبعيدا عن المنكرات التي اعتادها الناس من الاختلاط والموسيقى ونحوهما، ونسأله تبارك وتعالى أن ييسر لك ذلك، وللمزيد فيما يتعلق بالزواج الإسلامي راجعي الفتويين رقم: 22389، ورقم: 8283.
والمسلم لا يؤاخذ بجريرة غيره مما ليس له سبب فيه، قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{الأنعام:164}.
فلو أن أهلك أتوا أمرا منكرا كالحفل المختلط والموسيقى أو الإسراف والتبذير، فلا يلحقك إثم في ذلك، بشرط عدم مشاركتك إياهم فيما اشتمل على منكر، فلا يجوز للمسلم شهود المنكر إلا بقصد صحيح كالإنكار مثلا، فإذا انتقلت إلى مكان آخر من البيت لا ترين فيه المنكر ولا تسمعينه لم يلحقك الإثم، قال الرحيباني الحنبلي: وإن علم المدعو به ـ أي: بالمنكر ـ ولم يره، ولم يسمعه، أبيح له الجلوس والأكل نصاً، لأن المحرم رؤية المنكر وسماعه، ولم يوجد. اهـ.
ويحرم عليك وضع حجابك عند وجود من ليسوا محارم لك، سواء كانوا من أقارب الزوج أم غيرهم، قال الله عز وجل: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ... الآية {النور:31}.
وكذلك الحال بالنسبة لخاطبك لا يجوز له إقرار أهله على منكر أو إعانتهم عليه، فإن فعلوا ما لم يكن له تسبب فيه أو إعانة عليه، فالإثم عليهم، لا عليه، ولا يجوز له شهود مكان المنكر ـ كما أسلفنا ـ
ونوصي بتحري الحكمة والتناصح بالحسنى، فيجمع المسلم بين ثباته على مبادئه والرفق بالمدعوين وبيان الحق لهم بأسلوب طيب، وعليكما بالاستعانة بالله أولا، ثم بكل من يمكن أن يعينكم في هذا السبيل من الفضلاء والعقلاء من أهلك أو أهل الخاطب.
والله أعلم.