الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمسلم مطالب بأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه؛ ففي الحديث المتفق عليه، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وهو شامل للمسلم والكافر, كما نبه على ذلك بعض أهل العلم.
جاء في دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: وقال ابن العماد: الأولى أن يحمل على عموم الأخوة، حتى يشمل الكافر فيحبّ لأخيه الكافر ما يحبُّ لنفسه من دخوله في الإسلام، كما يحبّ للمسلم دوامه، ومن ثم كان الدعاء بالهداية مستحباً. انتهى.
وفي منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو لكفار قريش بالخير، ويحبه لهم، ويقول: "اللهم اهد قومي؛ فإنهم لا يعلمون" ومما يؤكد أن المراد محبة الخير للناس جميعاً، لا فرق بين مسلم، وكافر قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الإيمان، أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك. أخرجه أحمد في مسنده. ولكن هذا إذا لم يكن في الخير الذي يصيبهم مَضَرَّة للمسلمين، وإلّا دخل ذلك في موالاة أعداء الله. انتهى.
والله أعلم.