الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإضافة إلى الله تعالى قد تكون من باب إضافة الأعيان القائمة بنفسها، فتضاف إلى الله؛ لأنها ملك له مثل ناقة الله، وبيت الله، وما أشبه ذلك.
وقد تكون من باب إضافة الصفات، لأن الصفة لا تقوم بنفسها، ولا بد لها من موصوف تقوم به، فإذا أضيفت إليه علم أنها صفة له.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: المضاف إلى الله تعالى إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله قائمة به، وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب، وإذا كان المضاف عينًا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل ـ عليهما السلام ـ وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى؛ لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره. اهـ
وحبل الله هو السبب الموصل إليه وفي تفسيره ستة أقوال عن السلف: القرآن، والدين، والجماعة، وعهد الله، والإخلاص، وأمر الله وطاعته، فيكون من باب إضافة الصفة أو إضافة المخلوق، بحسب المعنى.
وأما عن الجاهل فالواجب عليه : هو الإيمان بظاهر النص من غير تأويل ولا تكييف ولا تمثيل، ومراد الله تعالى أخبرنا به في الآية، وأما تفويض المعنى بحجة أننا لا نعلم مراد الله: فهذا من البدع، وقد تكلمنا عن هذه المسائل بما يغني عن الإعادة هنا، فانظر الفتوى رقم: 77605، والفتوى رقم: 122213، والفتوى رقم: 198703، والفتوى رقم: 153129، والفتوى رقم: 258742. و الفتوى رقم: 198743، والفتوى رقم: 220240، والفتوى رقم: 55619، والفتوى رقم: 17967.
والله أعلم.