الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما وصفت؛ فإن صاحبك هذا على خطر عظيم، فإن التكذيب بالسنن الثابتة وجحدها من علامات أهل الأهواء -عياذًا بالله- فعليك أن تناصحه، وتبين له خطر ما هو مقيم عليه من البدعة العظيمة، وتبين له أن الواجب عليه التسليم لحكم الله ورسوله، والإذعان لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- برواية الثقات العدول، وأن يرد هذا الأمر -نعني: القول في صحة الأحاديث وضعفها- إلى أهل العلم بهذا الشأن الراسخين فيه المتضلعين منه، كما قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}. فإن هو استمر على هذا المسلك الوخيم، فاحذر صحبته ومخالطته؛ لئلا يضلك أو يفتنك، ولا تصحب إلا أهل الخير الذين يعظمون سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتحاكمون إليها اتباعًا لقوله تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء:65}. ولا تنشغل بالحكم عليه، ولا على غيره، ولكن اشغل نفسك بما ينفعك، وناصحه وبين له خطأه وضلاله فيما يعتقده؛ فهذا هو الواجب عليك.
والله أعلم.