الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك التوبة إلى الله، وقطع كلّ صلة بهذا الشاب، فإنّ من صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع السبل الموصلة إليها، وراجعي الفتوى رقم: 61744.
واعلمي أنّ العبد قد يقع في ذنب بسبب وقوعه في ذنب آخر، وعلم ذلك عند الله وحده، وعلى أية حال فمهما تكرر الذنب فإنّ العبد إذا تاب تاب الله عليه، ومجاهدة النفس على التوبة والبعد عن المعاصي من أفضل الأعمال الصالحة، فكلما جاهدت نفسك على قطع صلتك المحرمة بهذا الرجل فأنت مأجورة ـ بإذن الله ـ وإذا هممت بمكالمته أو مراسلته، ثمّ تركت ذلك لله تعالى، فأنت مأجورة، ففي الحديث المتفق عليه: ....وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً.
وبخصوص اليمين الذي توعدت به الرجل إذا تحدث معك، فإن كنت قصدت شيئاً مباحاً كإبلاغ من يزجره أو يعاقبه، فلك أن تفعلي، ولك أن تكفري عن يمينك، وأما إن كان فعلاً غير جائز أو تترتب عليه مفسدة، فكفري عن يمينك ولا تفعليه.
ولا ريب أنّ التهديد بالانتحار منكر مبين، فالانتحار من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 10397.
ولا تشغلي نفسك بحساب الشاب وعقوبته الأخروية، فكل ذلك مرده إلى الله عز وجل، واشغلي نفسك بتحقيق التوبة وإصلاح نفسك، ولا يجوز لك تحريق جسدك تأديباً لنفسك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 166321.
وإنما يكون إصلاح النفس بالصبر والمجاهدة والاستعانة بالله عز وجل، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.