الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك العافية من شر الشيطان، ووسوسته، وما تجدينه من الوساوس لا تحصل به ردة، ما دمت كارهة له، كما قدمنا في الفتوى رقم: 186055.
ونوصيك بعلاج نفسك بالإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في التفكير في هذا الأمر، فإن الإعراض عن الوسوسة هو أنجع علاج لها، واستعيني في تحقيق ذلك بذكر الله، والتضرع إليه كلما خطرت الوساوس بقلبك.
وأيقني أن ما يعتريك من وساوس الشيطان، ولا مؤاخذة فيه ما دمت لم تتكلمي به؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به، أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممة، أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
هذا، وننصحك بطلب العلم الشرعي، فهو من أهم وسائل دفع الشبهات عن القلب، واقرئي من الكتب ما يثبت عقيدتك مثل دلائل النبوة للبيهقي، وكتاب التوحيد، وكتاب الإيمان لعبد المجيد الزنداني، وكتاب العقيدة في الله للدكتور عمر الأشقر، وغير ذلك من كتب التوحيد، والسيرة، وننصحك مع كل ذلك بمداومة ذكر الله؛ فإنه من أنجح الأدوية في هذا الباب.
والله أعلم.