الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكر للسائل حرصه على مال أبيه، وحفظه له، وعدم إنفاقه إلا فيما أذن له فيه، فقد كنت حقًّا موضع ثقة أبيك.
ثم ما سألت عنه من تقدير المصاريف التي أذن لك أبوك في أخذها، وكذلك ما دفعته لدورة اللغة الإنجليزية، أو ما تريد أن تشترك فيه مع ذلك الفريق التطوعي؛ كل ذلك مرده إلى ما قصده أبوك بقوله: "خذ ما تريده بالمعقول". فهل يقصد بالمعقول الإنفاق في الحاجيات فقط، أم أن الأمر أكثر من ذلك ما لم يصل الإنفاق إلى درجة الإسراف؟ وإذا لم تعلم مقصده -كما هو الظاهر من أسئلتك- فعليك بسؤاله عن مقصده حتى تتضح لك وجوه الإنفاق.
وأما ما أنفقته من مال على دورة اللغة الإنجليزية مع عدم إتمامها، فحكم ما فعلته راجع إلى معرفة مقصود أبيك من الإنفاق؛ كما سبق، وأما عدم إتمامها فإن كان عن تفريط وكسل فإنك مؤاخذ بذلك، ويلزمك استسماح أبيك على ذهاب ماله من غير نفع، أو رد المال إليه؛ كما فعلت. وأما إن عجزت عن إتمامها مع عدم تفريط منك فلست مؤاخذًا بذلك، ولك استرداد ما وضعت في محفظة أبيك حينئذ؛ لأنه تبين أنك غير مطالب به.
والله أعلم.