الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على رسول اسمه "يس"، هكذا بحرفين، ونسبة هذا الاسم لنبينا صلى الله عليه وسلم غير صحيحة، قال ابن القيم في تحفة المودود: وَأما ما يذكرهُ الْعَوام أَن يس وطه من أَسمَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَغير صَحِيح.
وأما كلمة ياسين المكتوبة في المصحف بحروفها الخمسة الملفوظة فهي اسم رسول من رسل الله، ويقال له إلياس، وآل ياسين أهل إلياس الذين اتبعوه؛ قال العيني في عمدة القاري: قَالَ ابْن عَبَّاس. قَوْله: (وَآل ياسين) ، المُرَاد مِنْهُم الَّذين فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِن إلْيَاس لمن الْمُرْسلين}. وقال ابن القيم في جلاء الأفهام: آل الرجل أَهله وَعِيَاله، وَآله أَيْضا أَتْبَاعه. ولم نقف لهم على قصة بخصوص آل ياسين.
وقد جاءت قصة إلياس ـ عليه السلام ـ في سورة الصافات ضمن قصص بعض الأنبياء بعد قصة موسى وهارون، وقبل قصة لوط ـ عليهم السلام ـ قال الله تعالى: وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {الصافات:123-132}.
وقصته مع قومه باختصار؛ كما جات في تاريخ الطبري: ثم إن الله عز وجل قبض حزقيل، وعظمت في بني إسرائيل الأحداث، ونسوا ما كان من عهد الله إليهم، حتى نصبوا الأوثان وعبدوها من دون الله، فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيا، وإنما كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسوا من التوراة... وكان سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صنما يعبدونه من دون الله، يقال له: بعل...
وأما فضل سورة يس فقد وردت فيه أحاديث وآثار كثيرة بعضها مرفوع، وبعضها موقوف، وبعضها من تجارب الصالحين، ولكن المحققين من أهل العلم حكموا على أسانيدها بالضعف، وانظري الفتوى رقم: 108602.
والله علم.