الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم -وفقنا الله وإياك- أن الزنا من كبائر الذنوب والمحرمات، ولا يقدم عليه المسلم إلا وقد وهى الإيمان في قلبه، كما قال صلى الله عليه وسلم:
لا يزني الزانى حين يزني وهو مؤمن..... متفق عليه
ولقبح الزنا وسوء عاقبته، قال جل جلاله:
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
وجعل الله فيه الحد في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، قال تعالى:
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور:2].
فهذا حدُ الزاني والزانية في الدنيا إذا كان لم يسبق لهما الزواج، فإن كانا متزوجين أو قد تزوجا ولو مرة في العمر بشرط أن يكون قد حدث وطء في نكاح صحيح، فإنهما يرجمان بالحجارة إلى أن يموتا، كما ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا عقاب الزنا في الدنيا، أما عقابهم في الآخرة فهو أدهى وأمر، ففي صحيح
البخاري في حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم:
أنه جاءه جبريل وميكائيل قال: فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا -أي صاحوا من شدة حره- فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني -يعني من الرجال والنساء- فهذا عذابهم إلى يوم القيامة.
واعلم أن بعد الزوجة عن زوجها فتنة لكليهما، فكم من الأسر قد ضاعت وكم من البيوت قد تهدمت بسبب ذلك، ولكن ليس هذا عذراً للوقوع في الزنا ولا غيره مما حرمه الله. فينبغي لمن وقع في هذه الفاحشة أن يبادر بالتوبة قبل أن يختطفه الموت، قال صلى الله عليه وسلم: إذا زنى العبدُ خرج منه الإيمان فكان كالظلة على رأسه، ثم إذا أقلع رجع إليه الإيمان. رواه أبو داود والحاكم.
وتتميماً للفائدة انظر الفتوى رقم:
26714، والفتوى رقم: 10800، والفتوى رقم: 7308.
والله أعلم.