الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين، إما الجفوف، وإما القصة البيضاء، وضابط الجفوف أن تدخل المرأة القطنة في الموضع فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة، والقصة البيضاء هي ماء أبيض رقيق يعرف به النساء انقطاع الحيض، وانظري الفتويين رقم: 118817، ورقم: 147489.
وبناء على ذلك، فإذا ثبت لديك انقطاع الدم بعد دخول وقت العصر, فقد حصل الطهر, وكان من الواجب عليك الاغتسال ثم تصلين الظهر, والعصر, جاء في المغني لابن قدامة: فإن المرأة متى رأت الطهر فهي طاهر تغتسل، وتلزمها الصلاة والصيام، سواء رأته في العادة، أو بعد انقضائها. انتهى.
وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 51702.
وبالنسبة للواجب عليك الآن, فهو قضاء الظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء، هذا إن كان الدم قد انقطع بعد دخول العصر كما تقدم, ولا تؤخري قضاء هذه الصلوات بحيث تقضين الظهر مع الظهر الحاضرة مثلا, وهكذا, بل يجب عليك قضاء هذه الفوائت فورا, فلا يجوز تأخيرها مع القدرة عند بعض أهل العلم, لكن القضاء يكون بحسب الطاقة، فيجب بما لا يضر بالبدن أو المعاش، وراجعي الفتوى رقم: 208486.
ثم إذا فرض أنك شرعت في القضاء فأصبح الوقت ضيقا بحيث يسع الفريضة الحاضرة فقط، سواء الفجر أو غيرها فيجب تقديمها على الفوائت, وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 175497.
والله أعلم.