الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكون الاشتراك مجانا ويختار المتصفح ما يتصفحه من الإعلانات ويجتنب ما يشتمل على محرم كل ذلك لا بأس به ولا حرج فيه إذا سلمت المعاملة من غش أصحاب الإعلانات وخداعهم، بما ينافي غرضهم ويبطل مقصوده أصلا، ذلك لأن الظاهر كون أصحاب الإعلانات يريدون اطلاع الناس على إعلاناتهم لترغيبهم فيها، بينما هنا يكون متصفحو الإعلانات قلة محدودة ولا غرض لهم في الاطلاع عليها بل أحيانا يستخدمون وسائل لتصفحها دون مباشرتهم لذلك بينما توهمهم الشركة بكثرة من اطلعوا على الإعلانات وتأخذ منهم مقابل ذلك، والحقيقة أنه لم يطلع عليها إلا قلة، وإذا كان الواقع كذلك فهذا غش وخداع محرم لا يجوز الاشتراك فيه ولا الإعانة عليه قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {النساء:29}.
وتأجير بعض المتصفحين ولو لمدة معلومة مقابل أجرة معلومة يدخل في هذا أيضا فيكون غشا محرما، هذا إذا كان تأجيرا حقيقيا لكن الواقع خلاف ذلك.
والله أعلم.