الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنود أن ننبهك أولا إلى أن ما كان منك من تواصل مع هذه الفتاة أمر لا يجوز شرعا، فإنها أجنبية عنك، ومثل هذه المحادثات سبيل للفتنة، ومن هنا شدد الشرع في التعامل مع الأجنبية ووضع لذلك قيودا وحد حدودا، وراجع الفتوى رقم: 35047، والفتوى رقم: 30003.
والزواج من الكتابية جائز بشرطين، أحدهما: أن تكون على دين أهل الكتاب حقيقة، والثاني: أن تكون عفيفة أي ليست زانية، وهذه المرأة قد اعترفت لك أنها زنت، وأن هذا من ثقافتهم بحيث تعاب الفتاة التي لا تقدم على ذلك، والتحقق من تركها هذا الفعل بالكلية أمر صعب، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الزواج من الكتابية وإن كان جائزا ـ بتحقق الشرطين السابقين ـ إلا أن بعض أهل العلم كره الزواج منها لاعتبارات بينا بعضها في الفتوى رقم: 5315، والفتوى رقم: 124180، ومن هنا ننصحك باجتناب الزواج منها على كل حال والبحث عن مسلمة صالحة ترزق منها ـ بإذن الله ـ ذرية طيبة تقر بها عينك.
ولو حصل الزواج من الكتابية فلا يجوز أن تمكنها من الحديث مع أولادك عن المسيحية، لما في ذلك من الدعوة إلى الكفر والإغراء به، بل يجب تنشئة الولد على الإسلام والبراءة من الكفر.
وههنا أمر جدير بالتنبيه عليه وهو أن الزواج الذي يتم من خلال التعارف عبر وسائل التواصل، ولو كان زواجا من مسلمة، الغالب فشله، والواقع يشهد بذلك كثيرا، ولمعرفة السبيل إلى اختيار الزوجة راجع الفتوى رقم 8757.
والله أعلم.