الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة، كما جاء في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ، وثبت أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل بأقل منها، وبأكثر أحيانا؛ ففي البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها: أنه كان يقوم الليل بسبع وتسع. وعن زيد بن خالد الجهني أنه قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما [ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما] ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة. رواه مسلم.
وأما وقت قيامه صلى الله عليه وسلم فكان يختلف باختلاف الأوقات؛ فربما قام أول الليل, وربما وسطه وربما آخره؛ جاء في صحيح البخاري عن أنس: وَكَانَ لاَ تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ، وَلاَ نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ. وفي رواية الترمذي: وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته مصليا، ولا نائما إلا رأيته نائما. قال الحافظ في الفتح: يعني أن حاله في التطوع بالصيام والقيام كان يختلف، فكان تارة يقوم من أول الليل، وتارة في وسطه، وتارة من آخره، كما كان يصوم تارة من أول الشهر، وتارة من وسطه، وتارة من آخره، فكان من أراد أن يراه في وقت من أوقات الليل قائما أو في وقت من أوقات الشهر صائما فراقبه المرة بعد المرة فلا بد أن يصادفه قام أو صام على وفق ما أراد أن يراه. اهـ
وكيفية صلاته صلى الله عليه وسلم من الليل أن يصلي ركعتين ركعتين ثم يوتر بركعة، فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ.
والله أعلم.