الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستهزاء بالله أو بآياته كفر مخرج من الملة، ولوكان المستهزئ هازلاً غير جاد لقوله سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 66].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد أخبرهم أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب ، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر، ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولوكان الإيمان في قلبه منعه ان يتكلم بهذا الكلام.
إلا إذا خرجت كلمة الكفر على اللسان دون أن يقصد التلفظ بها فلا يعد ذك كفراً بل لغو معفو عنه أما مع قصدها ولو هازلاً فإنه كفر يخرج من الملة وقولك (أعيط الفوق) معناها عند بعض الناس أصرخ عالياً ، ومثل هذه الكلمة في الموطن الذي ذكرت ليست من الاستهزاء إذ المقصود أن صوتك بالصلاة كان مرتفعاً يمكن المرأة أن تسمعه، علماً بأن المرأة لا تقطع الصلاة إذا مرت بين يدي المصلي على الراجح، وراجع الفتوى رقم: 28786.
والله أعلم.