الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن حصرها بعدد معين على سبيل التحديد، وكل ما يذكر من أرقام في هذا الصدد إنما هو على سبيل التقريب، كما سبق في الفتوى رقم: 117788.
وعلى كل حال: فالإفادة من الأحاديث الصحيحة ليست متوقفة على حصرها، ومعرفة عدها على وجه التحديد أصلا، ولا يخفى أن أجل الكتب في الأحاديث الصحيحة: صحيحا البخاري ومسلم، فمن رغب في قراءة الأحاديث الصحيحة فليرجع إليهما، هذا بالإضافة إلى سائر الأحاديث التي صححها جهابذة الحفاظ والمحدثين كالإمام أحمد والسفيانين سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج وغيرهم، ومن المعاصرين الشيخ الألباني والشيخ أحمد شاكر وغيرهما، وراجع للفائدة حول المنهجية في دراسة الحديث النبوي الفتوى رقم: 136475، والفتوى رقم: 244483.
والأمر واسع في شأن الاشتغال بقراءة الأحاديث والتفقه فيها، أو الاشتغال بالحفظ، ففي كلا الأمرين خير كثير، لكن التفقه والتفهم أولى من كثرة الحفظ دون تفهم، وقد بوب ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله: باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث دون التفهم له والتفقه فيه. اهـ. وذكر تحته آثارا، فيحسن بك الرجوع إليه.
والله أعلم.