الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى طاعته، ويرزقنا الإخلاص، ويتقبل منا صالح أعمالنا إنه سميع مجيب.
وقد أحسنت بحرصك على البر بوالديك، فهو من حقهما عليك، وقربة من أعظم القربات التي تنال بها عالي الدرجات، وراجع في فضل بر الوالدين الفتوى رقم: 58735.
وليس للأب الحق في التدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة ابنه، فهذا مما يوقع في الحرج، وقد ذكر أهل العلم أنه لا حضانة على البالغ، وأن له الانفراد بالسكن حيث شاء، وسبق إيضاح ذلك في الفتوى رقم: 285832، وذكروا أيضا أنه لا يجب على الابن طاعة والديه في كل ما يأمران به، بل قيدوا ذلك بما فيه مصلحة للوالدين ولا ضرر فيه على الولد، ويمكن الاطلاع على كلام أهل العلم بهذا الخصوص في الفتوى رقم: 76303، فهذا كله مما يفيد أنه ليس للأب السلطة المطلقة على ابنه، بل له شخصيته المستقلة، ويطيع والديه فيما تجب فيه طاعتهما.
وقد أصبت بمداراتك لأبيك والحرص على تحقيق ما تبتغي من غير الوقوع في إغضابه، وهذا من الحكمة وحسن التصرف، فهو سبيل مشروع، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، وانظر الفتوى رقم: 139250.
والله أعلم.