الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت في نعمة عظيمة ما دام الحب متوفرا بينك وبين زوجك، وما دام الاحترام سائدا بينك وبين أهل زوجك، وإذا أردت أن تستشعري هذه النعمة فانظري إلى كثير من الأسر التي حرمتها، ومن السبل للمحافظة على النعمة ودوامها شكر الله تعالى عليها، قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.
ويبدو أنك مفرطة في الحساسية، فليس فيما ذكرت من اتصال أم زوجك عليه وإخباره إياها ببعض الأمور ما يدل على تدخل في الخصوصيات الزوجية، وليس من حقك أن تطلبي من زوجك التقليل من هذه المكالمات مع أمه، فهو قد يريد برها بذلك، ولا يبعد أن يقع في شيء من العقوق إذا كان تقليله للاتصال عليها يؤذيها، وراجعي في ضابط ما يحصل به العقوق الفتوى رقم: 285880، والفتوى رقم: 166897، ولا شك في أنه ينبغي لزوجك أن يراعي ما تقتضيه المصلحة، فليس كل ما يعلم يقال، ولا بأس بأن تشيري على زوجك بهذا القدر الأخير من التوجيه الذي ذكرناه.
ونوصيك في الجملة أن تعرضي عن التفكير في أمر زوجك مع أمه، وأن تعتبري ذلك مما لا يعنيك كثيرا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما يعنيه. رواه أحمد والترمذي.
واحرصي على كل ما يحفظ المودة بينك وبين زوجك من جهة، وبينك وبين أهله من جهة أخرى.
وننبهك في الختام إلى أمر مهم، وهو أن الله تعالى قد يفتح على أسرتكم كثيرا من أبواب الخير من المال وصلاح الولد بسبب بر زوجك لأمه، فلا يغيب هذا عن ذهنك، فهو وأمثاله فيه سلوى لك، واصرفي همتك إلى ما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.