الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يرفع الظلم عن المظلوم بمثل هذه الطريقة من المشاكل والصراخ، والنهي عن المنكر إذا تعيّن، فيكون برفق، وعلم، وحلم، ولا ينهى عنه بمنكر مثله.
ويظهر مما ذكرت من حال هذه المرأة، أن النهي عن المنكر لا يجب عليها، بل قد يحرم عليها النهي عنه إذا ترتب على نهيها مفسدة أكثر من مفسدة الظلم الواقع على بعض المدرسين، فكيف إذا انضاف إلى ذلك نهي زوجها عنه، فيجب عليها طاعته، والاستجابة لأمره.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 130218، 287860، 115078.
وأما قولها: (إن الله وكلها بذلك) فهذا ادعاء للغيب، وافتراء على الله الكذب، فيجب عليها التوبة من ذلك. قال الله تعالى: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. {النحل:117،116}.
وادعاؤها معرفة علم الأنساب، إن كانت مشهودا لها بذلك، فلا حرج. وأما إن كانت مجرد ادعاء، فلا يجوز لها الخوض في أنساب الناس بالجهالة.
والله أعلم.