الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال ما ذكرت من أن زوجك لا يذكر ما صدر عنه من سب ولعن والعبارة التي قالها بالنسبة لأمه فلا مؤاخذة عليه في ذلك، ولا يترتب عليه شيء؛ لأن الغضبان الذي لا يعي ما يقول ليس مكلفًا شرعًا، كما بيّنّا في الفتوى رقم: 35727.
وأما تلفظه بطلاقك: فإن كان قد صدر عنه في ذلك الحال فلا يترتب عليه شيء أيضًا، وإن تلفظ به وهو في حالة وعي لما يقول فقد وقع الطلاق. فإن لم تكن هذه الطلقة الثالثة جاز له رجعتك في عدتك بغير عقد جديد، فإذا انقضت العدة فلا بد من عقد جديد، وراجعي الفتوى رقم: 30332، وهي عن أنواع الطلاق، والفتوى رقم: 143991 ففيها بيان ما تحصل به الرجعة.
وننبه إلى أنه ينبغي للزوجين الحذر من المشاكل وأسبابها، والتريث وتحري الحكمة في حل كل مشكلة قد تطرأ. وعلى المسلم أن يتقي الغضب قدر الإمكان؛ فهو أصل لكثير من الشرور، وقد أرشد الشرع إلى كيفية علاج الغضب، ولتراجع فيها الفتوى رقم: 8038.
والله أعلم.