الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالجمع والقصر يشرعان للمسافر؛ والذي عليه جمهور العلماء، أن من عزم على الإقامة ببلد أربعة أيام فأكثر، انقطع عنه حكم السفر، وصارت له جميع أحكام المقيمين، فلا يجوز له قصر الصلاة، ولا جمعها لأجل السفر.
وعليه، فما دمت تعلم أنك تقيم هذه المدة-وهو واضح جدا من سؤالك أنك ستستمر هذه المدة- فلا يجوز لك القصر، ولا الجمع المشروع للمسافر، وانظر الفتوى رقم: 115280.
وقد رخص بعض أهل العلم في الجمع للمشقة الشديدة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 16490.
وعليه، يجب عليك أن تبذل وسعك في أن تصلي كل صلاة في وقتها، ولا تقدمها، ولا تؤخرها عن وقتها الذي حدده الشارع، فإذا لم تجد مسجداً فصلِّها في أي مكان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة، فليصلِّ. متفق عليه.
فإن شق عليك ذلك مشقة حقيقية، تتضرر منها، فلك أن تأخذ بالقول الذي يرخص في الجمع عند المشقة بين الظهر والعصر، في وقت إحداهما؛ وبين المغرب والعشاء كذلك، ولكن لا تقصر الصلاة، بل صلها تامة. ولا يجوز لك بحال أن تجمع صلوات اليوم كله، ولا أن تجمع ما لا يجوز جمعه كالمغرب، والعصر مثلا.
واحذر أن تتهاون في مواقيت الصلاة، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 25459.
هذا، وننبهك أخانا الكريم، إلى أن لجواز السفر إلى بلاد الكفر، شروطا لا بد من مراعاتها؛ فانظرها بالفتويين: 144781، 76312.
والله أعلم.