الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالفرق بين خروج السائل المنوي بالاستمناء والزنا، وخروجه بجماع الزوجة أو مداعبتها، كالفرق بين ريال اكتسبته بطريق مشروع وريال آخر اكتسبته بطريق غير مشروع، فالريال هنا هو الريال هنا، لكن شتان ما بينهما، إذ الأول أنت عليه مأجور إن نويت به القرب إلى الله، والثاني أنت عليه مأزور بكل حال، وذلك لأن الله تعالى غرس الشهوة في الإنسان وشرع لها من السبل ما يكفل لها التوسط والاعتدال، دون تعدٍ لحدود الله تعالى، ومن هذه السبل الزواج، فمن لم يستطعه فعليه بالصوم كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الشرع بغض البصر، وتجنب الاختلاط والإكثار من التعبد واللجوء إلى الله تعالى عند اشتداد الأمر على المرء.
وقد تبين لنا من نصوص القرآن وكلام الفقهاء وأهل الطب حرمة العادة السرية كما مضى بيانه في الفتوى رقم:
23868، والفتوى رقم:
23935.
أما عن سؤالك عن أسباب الضرر في العادة السرية دون غيرها، مع أن المني يخرج في كل حالة، فالجواب عن ذلك عند أهل الطب ، وقد ذكرنا طرفاً من ذلك في الجوابين المشار إليهما ، والقاعدة أن "كل ما ثبت ضرره حرم تناوله"، والضرر منفي عند خروج المني بالجماع، لأنه طريق مشروع ،والله تعالى لا يشرع لعباده ما يُلحق الضرر بهم، ويستأنس لذلك بأن الطب أثبت عدم الضرر فيه، كما أثبت الضرر في العادة السرية، والله نسأل أن يهديك صراطاً مستقيماً.
والله أعلم.